من 16 سنة، في مارس 2004، رحت صوّرت عملية هدم بيت من دورين كان مُطل على الترام في حي مصطفى كامل في اسكندرية. صورت شوية صور، وبعدين طلع لي واحد من عمال الهدم ووقف في البلكونة وقفة التحدي دي. أنا طبعا اعتبرتها رسالة إنذار صامتة وما طولتش قوي!
طبعا المبنى ما أخدش يومين في إيد العمال، ودلوقتي، الحمد لله، عمارة ضخمة. بعدها وأنا باتفرج على الصور على الكمبيوتر استفزتني وقفته في الصورة جدا، فقررت أحولها لبوستر يكون فيه استغاثة لإنقاذ اسكندرية من الهدم، فكان البوستر دا، واللي بعد كدا استخدمْته في 2011 هنا في جزء من مدونة "جدران مدينة متعَبة"، وبعدها كمان أصبح واحد من البوسترات اللي استخدمتها مبادرة "أنقذوا الإسكندرية" أو Save Alex فترة.
النهاردة لقيت الصورة الأصلية بالصدفة، فحبيت أحكي حكايتها.
عايز بس أأكد إن عمال الهدم هم في الحقيقة آخر حد يُلام على مأساة المباني التاريخية في اسكندرية. إستخدام صورة واحد منهم هنا كان مجرد رمز لعمليات الهدم. لكن هم في النهاية أداه مش حد متخذ قرار. هم ناس بيجروا ورا لقمة عيشهم، ومهنتهم من أصعب المهن. اللوم على اللي كان ممكن يوقف كل دا وسابه يحصل.